Minggu, 14 Agustus 2016

اللغة طبيعتها و وظيفتها

اللغة طبيعتها و و ظيفتها
المقدمة
اللغة رموز لدلالات فكرية واجتماعية و روحية, اللغة الآن أصبحت مصطلحا عالميا نقرأ من خلالها ما يجري في نبض الآخرين.  وقيمة للغة نظام من الرموز الصوتية ,الرمز اللغوي تقوم على علقة اتصال بين محدث أو الكاتب هو "الرسل" وبين الخاطب أو القارئ و هو "التلقي". فاللغة وسيلة التواصل ونقل الفكر بين الرسل و التلقي.
اللغة وخصائصها و وظائفها. فالذي يطالع هذه التعريفات أو بعضها، يستطيع أن يستنتج أن اللغة ذات طبيعة بشرية إنسانية يتميز بها النسان عن الحيوان. كما أنها نظام ستخدم من الرموز والعلمات على مفاهيم مقصودة ومتعارف عليها و من هذا الحال أحب أن أبحث عن اللغة طبيعتها و وظيفتها.
  
البحث
عرف ابن جني اللغة بأنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم، والدراسة الحديثة لم تستطع أن تضيف شيئا على هذا التعريف لتحديد وظيفة اللغة وماهيتها.
فوظيفة اللغة تحقيق الاتصال بين البشر عن طريق الصوت، والصوت الذي نعنيه هنا هو الصوت الذي يصدر عن الكائن المفك, وقد خص الله الإنسان دون المخلوقات بالقدرة العقلية المفكرة دون سائر المخلوقات الأرضية؛ واللغة والحالة ثمرة العقل، والعقل جوهر الإنسان. ومظاهر اللغة إنما يكون بتآلف هذه الأصوات على نحو بالغ التعقيد تتداخل فيه مجموعات لا حصر لها من الارتباطات العقلية وما أودع الله الكائن الإنساني من موافقات وخصائص في طبيعة خلق آلية النطق لديه من أوتار صوتية، وتجويف أنفي، وأسنان، ولسان، وشفتين، ورئتين.
إن النطق باللفظ الواحد,مثلا,يبدأ شعورا بالحاجة لأداء غرض معين، ومن ثم ينتقل هذا الشعور من الإدراك أو العقل إلى المخ ثم يصدر المخ أمره عن طريق الأعصاب للنطق باللفظ المطلوب، وهنا تطرد الرئة قدرا من الهواء المختزن فيها ليمر من الشعب إلى القصبة الهوائية ثم إلى الحنجرة وحبالها الصوتية، فيصوت الهواء ثم إلى الحنجرة صوتا تشكله خشنا يريد العقل, عاليا أو خافتا سريعا أو بطيئا، خشنا أو ناعما، ضخما أو رفيعا, إلى آخر أشكال الصوت وصفاته.ومع الحنجرة اللسان والشفتان والفك والأسنان، ويمر بها هذا الصوت فيتشكل بضغوط خاصة في مخارج الحروف المختلفة، وفي اللسان خاصة يمر كل حرف بمنطقة منه ذات إيقاع معين، يتم فيها الضغط المعين ليصوت بجرس معين, وذلك كله لفظ واحد ووراءه العبارة والموضوع والفكرة والمشاعر السابقة واللاحقة، وكل منها عالم عجيب غريب.
وما زال العلماء في اختلاف شديد لتحديد نشأة اللغة فمنهم من قال إنها توفيقية ألهم الله بها الإنسان ، جاء في التفسير الكبير. وقال الأشعري والجبائي والكعبي: اللغات كلها توفيقية ، بمعنى أن الله تعالى خلق علما ضروريا بتلك الألفاظ وتلك المعاني وبأن تلك الألفاظ موضوعة لتلك المعاني.
وآخرون قالوا إنها تعليم واكتساب، وإنها ربما نشأت عن محاكاة الإنسان لأصوات الطبيعية، أو التعبير عن انفعالاته من اللذة والألم، أو إنها مجرد اتفاق ومواضعة.
وأنا أزعم أنه يمكن الجمع بين هذين الرأيين وسأعمد إلى توضيح ما أذهب إليه من خلال تحليل نص للبيضاوي وهو يفسر الآية الكريمة : (وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة ، فقال : أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين)
أما وظيفة اللغة فهي تحقيق الاتصال بين المتكلمين، وإنه لا قيمة للأصوات والكلمات والصيغ والتراكيب إلا بمقدار ما يتعارف المجتمع على أنها رموز للدلالة : "أليس هذه الألفاظ العامة التي نستعملها : كا لشجرة، والإنسان، والبشرية، والحرية أشبه بالرموز الرياضية؟" أليست أشبه بالنقود التي يرمز بها إلى القيم؟ أو لم تكن الرموز الرياضية والاقتصادية وسيلة للرقي في الميدانين الفكري والاقتصادي؟ وكذلك اللغة، فهي لم تقتصر على كونها معبرة عن التفكير.
ولقد غدت دراسة اللغات في الوقت الحاضر من أهم الدراسات فإنه ولتعدد وسائط الالتقاء بين مجتمعات العصر الذي نعيشه فقد شاعت مصطلحات موحدة غدت رصيدا مشتركا بين جميع الأمم، ناهيك عما رافقها من أفكار وأساليب في طرائق العيش والحضارة. ولكن المهم هنا أن الإنسان ظل يعتمد اللغة والكلام وسيلة لتحقيق أغراضه.
وربما كان المتخصصون أو المنشغلون بالعلوم الطبيعية عموما من أشد الناس حرصا على تحديد مدلول اللفظ عندهم حتى لا يساء استخدامه للتأثير في أفكار الآخرين وآرائهم ووجهات نظرهم و مشاعرهم. لذلك نرى حرص هؤلاء النفر على لغة موحدة للمصطلحات.و وجد الإنسان العادي نفسه في حاجة إلى اعتماد الأسلوب العلمي في التفكير والسلوك ليعيش الانسجام مع عصره عصر العلم والتقنية.
إن اللغة بهذه الخصائص تنفتح على قضايا الواقع الاجتماعي و مظاهر الحياة الإنسانية و السلوكات البشرية المتباينة، و بذلك تؤسس إلى جانب المكونات الأخرى إبداعا حقيقيا، حداثيا و متجددا، و الذي تكون معه فن الرواية و أخذ بعده مسارات متعددة و معقدة قامت فيها اللغة الأدبية بأدوار أساسية. إن النصوص ربما تختفي أو تختفي بعض مظاهرها، لكن اللغة تبقى، فلغة لازم مستمرة بوضوحها و بلاغتها و انسجامها و لولا ذلك ما كان ميشال بوتور و هو من زعماء حركة الرواية الجديدة ليظل عاكفا على دراسة تراثه الروائي إلى اليوم.

الإحتتام
اللغة رموز لدلالات فكرية واجتماعية و روحية, اللغة الآن أصبحت مصطلحا عالميا نقرأ من خلالها ما يجري في نبض الآخرين.  وقيمة للغة نظام من الرموز الصوتية, وظيفة اللغة فهي تحقيق الاتصال بين المتكلمين، وإنه لا قيمة للأصوات والكلمات والصيغ والتراكيب إلا بمقدار ما يتعارف المجتمع على أنها رموز للدلالة, إن النصوص تختفي أو تختفي بعض مظاهرها، لكن اللغة تبقى، فلغة لازم مستمرة بوضوحها و بلاغتها و انسجامها.



([1] يونس، فتحى علي و محمد عبد الرؤوف الشيخ، المرجع، القاهرة: مكتبة
 ([2]سورة البقرة الآية 31

اللغة طبيعتها و وظيفتها

اللغة طبيعتها و و ظيفتها المقدمة اللغة رموز لدلالات فكرية واجتماعية و روحية, اللغة الآن أصبحت مصطلحا عالميا نقرأ من خلالها ما يجري في ن...